مفاوضات شرم الشيخ.. وفود أمريكية وقطرية وتركية تنضم لمحادثات إنهاء حرب غزة

مفاوضات شرم الشيخ.. وفود أمريكية وقطرية وتركية تنضم لمحادثات إنهاء حرب غزة
المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف

انضمت وفود من قطر والولايات المتحدة وتركيا، صباح اليوم الأربعاء، إلى المباحثات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية، في مسعى للتوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عن الرهائن وإنهاء الحرب الدائرة في غزة، التي تدخل عامها الثالث.

وتجري هذه المفاوضات برعاية مصرية وضمن مقترح أمريكي من 20 بنداً وضعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويهدف إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وإعادة إعمار غزة، وإرساء تسوية نهائية للأزمة الممتدة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وشهدت المباحثات انضمام رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى جانب صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم كالين، ما يعكس تزايد الزخم الدولي في دعم جهود التهدئة.

وأكد ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أن هناك "فرصة حقيقية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن بلاده "ستبذل كل ما هو ممكن للتأكد من التزام جميع الأطراف بالاتفاق إذا ما تم التوصل إليه".

وأضاف: "نريد الإفراج الفوري عن الرهائن، ونعتقد أن هذه المفاوضات قد تكون بداية جديدة لمرحلة استقرار طويل الأمد في المنطقة".

مطالب حماس وضمانات دولية

من جهته، شدد خليل الحية، كبير مفاوضي حركة حماس، في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، على أن الحركة "تريد ضمانات دولية واضحة من الرئيس ترامب والدول الراعية لإنهاء الحرب بشكل نهائي"، مؤكداً أن "تجاربنا السابقة مع الاحتلال الإسرائيلي لا تدعو إلى الثقة، فهو لا يلتزم بوعوده".

وأوضح أن الحركة تتعامل بإيجابية مع مساعي وقف الحرب، لكنها تشترط أن يقود أي اتفاق إلى رفع الحصار وإعادة إعمار غزة، وأن يتم بوجود ضمانات تنفيذية واضحة تحول دون تكرار التصعيد.

وتنص خطة ترامب على وقف فوري لإطلاق النار، يليها إفراج متبادل عن الرهائن والأسرى، ونزع سلاح حركة حماس تدريجياً، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع على مراحل، على أن تتولى هيئة فلسطينية من المستقلين إدارة شؤون غزة في المرحلة الانتقالية.

وفي حين أبدت حماس موافقتها المبدئية على الإفراج عن الرهائن وتسليم إدارة القطاع إلى هيئة مدنية فلسطينية، فإنها رفضت مناقشة مسألة نزع السلاح في هذه المرحلة، معتبرة أن ذلك "يجب أن يرتبط بمستقبل غزة السياسي والضمانات الدولية".

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه للخطة الأمريكية، قائلاً في خطاب مساء الثلاثاء: "نعيش أياماً مصيرية وحاسمة، وسنواصل العمل لتحقيق جميع أهداف الحرب: الإفراج عن جميع المخطوفين، القضاء على حكم حماس، وضمان ألا يشكّل قطاع غزة تهديداً لإسرائيل مرة أخرى".

مباحثات في شرم الشيخ

ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر فلسطيني مطلع قوله إن المباحثات الجارية في شرم الشيخ تناولت الخرائط المبدئية للانسحاب الإسرائيلي، وآلية تبادل الأسرى، وجدول المراحل الزمنية للتنفيذ.

وأوضح المصدر أن "حماس تصرّ على أن يتم ربط مواعيد تسليم الأسرى الفلسطينيين بمراحل الانسحاب الإسرائيلي من غزة، لضمان التزام متبادل وواضح من الطرفين".

وأوضح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن المفاوضات الحالية تركز على تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، المتمثلة في "إطلاق سراح الرهائن، ونفاذ المساعدات الإنسانية، والإفراج عن أسرى فلسطينيين"، مؤكداً أن ذلك يتطلب "إعادة انتشار للقوات الإسرائيلية لتهيئة الأجواء الإنسانية والسياسية للتنفيذ".

ضغوط دولية متزايدة

تأتي هذه المفاوضات في ظل تصاعد الكارثة الإنسانية في غزة، حيث تواصل إسرائيل حملتها العسكرية بلا هوادة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وفقاً لوزارة الصحة في القطاع، ودمار شامل في البنية التحتية والمرافق الصحية والتعليمية.

وأعلنت الأمم المتحدة مؤخراً أن المجاعة تفشت في شمال غزة، فيما تواجه المستشفيات انهياراً كاملاً في الخدمات الطبية، وسط انقطاع المياه والكهرباء ونقص الإمدادات الحيوية.

وفي المقابل، أودى هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 بحياة نحو 1219 إسرائيلياً، معظمهم من المدنيين، وخطف المهاجمون 251 شخصاً إلى القطاع، ما زال 47 منهم محتجزين حتى الآن.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية